-->

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

انواع وأخطار وعلاج
العقارب





لا يزال العقرب و منذ أمد بعيد يثير الرعب في النفوس كونه يقتل أحيانا ، و يؤدي إلى انتشار بعض الأمراض المزمنة أحايين أخرى.
01 ـ أنواع العقارب
العقارب ثلاثة أنواع :أوله نوع كبير له ذيل أسود وملاقط سوداء كبيرة ، و ثانيه نوع صغير أصفر و بني اللون ذو ملاقط صفراء طويلة ، أما الثالث فصغير أصفر و ملاقطه عريضة و قصيرة فالنوع الأول و الثاني خطيران جدا لأن فيهما سم يشل الأعصاب ، والنوع الثالث له سم يدمر الدم علما أن سم العقرب يتكون من الكثير من المواد السامة ، و الإنزيمات المخربة للجسم و الأعصاب ، و من ميزات العقرب أن له انسيابية هوائية أي يدخل في الهواء وتحمله الرياح من مكان إلى آخر بحيث يدخل البيوت عن طريق النوافذ أثناء العواصف الرملية ، كما يوجد فوق سطوح المنازل و في النخيل و لا يحتاج إلى الأكل كثيرا لأنه من الحيوانات ذوات الدم البارد جسمه يحتاج إلى الدفء أكثر من الأكل ، و لو بقي دون أكل لمدة أيام لا يموت عكس الحيوانات الأخرى كالطيور و الثدييات ، أما البرودة فمخطئ من يظن أنها تقتل العقرب ، و إنما تشله عن الحركة و حتى لو افترضنا أنه مات فإن سمه يبقى قويا في شوكته ، والعجيب أن العقرب هو الحيوان الوحيد الذي يتحمل الإشعاع القوي ففي كل الأماكن التي أجريت فيها التجارب النووية سجل موت كل الحيوانات و النباتات ما عدا العقرب ، هذا التحمل الهائل لابد أن يثير مخاوف بني البشر خصوصا .
02 ـ أخطار العقارب
تحمل سموم العقارب معها الموت ، و الأمراض المزمنة كالربو وحسب الباحث الأستاذ أحمد صيقع منشئ متحف الكائنات الحية بالمنيعة فإن الأمر يشارك فيه الإنسان بطريقة أو أخرى ، فالسموم والمواد الكيماوية التي يستعملها ضد العقرب ، و ضد بعض الحشرات كالبعوض تنقلها الرياح والتيارات الهوائية فتسبب تهيجا في المجاري التنفسية خاصة لدى الأطفال و كبار السن ، فتحدث عندهم أزمات تنفسية ذات حساسية تؤدي حسب قابلية الشخص إلى نوبات من الربو أكثر أو أقل حدة سيما في الأماكن المغلقة والضيقة ، و تأثير سم العقرب يختلف حسب نوع العقارب ، و كذلك حسب قابلية الإنسان و رد فعل وسائل دفاع جسمه المناعية ، فكلما كانت لدغة العقرب قريبة من الرأس أو الصدر أو الظهر فإن رد فعل الجسم يكون أقوى و انتقال السم يكون سريعا ، و إذا أتينا لمنطقة المنيعة فإن العقارب الموجودة فيها هي أنواع ذات سم يهاجم الأعصاب و يدمرها و لكن في بعض الحالات يبقى السم في مكانه و يسبب حساسية في نفس المكان ، و آخرون يسبب لهم السم تهيجا ويصبح عند أصحاب الحساسية و القابلية للربو أزمة تنفسية حادة خطيرة قد تؤدي للموت بسبب شلل العصب المسؤول عن الحركات التنفسية ، و الشيء المؤكد أنه لا توجد حالات موحدة للتسمم العقربي فالسم ليس واحدا بل عدة سموم ممزوجة في سائل واحد ، و لكل سم مفعوله و تركيزه الخاصين يختلف من عقرب إلى آخر في نفس النوع ، و يختلف في الأنواع الأخرى ، و بالمقابل يختلف رد فعل جسم الإنسان من شخص لآخر ، و حسب السن ، و الحالة التنفسية و كذلك القابلية للإصابة .
03 ـ علاج سم العقارب
يبقى السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هل يوجد علاج فعال لسم العقارب ؟ و الجواب أننا يجب أن نعرف أولا أن التسمم العقربي له ثلاثة مستويات : المستوى الأول و الثاني يوجد لهما علاج ، لكن المضادات الحيوية ليست خاصة حسب نوع العقرب ، أما المستوى الثالث فهو انتقال السم إلى الدماغ و شله للأعصاب التي تتحكم في القلب و التنفس مما يؤدي إلى الموت ، و هذا المستوى من الصعب علاجه و حسب الدراسات الميدانية في دائرة المنيعة فإن النوع الكثير الانتشار هو العقرب ذو الذيل الأسود و الملاقط السوداء وهو سام جدا و خطير لأنه نوع شرس و مهاجم و آكل للعقارب من بني جنسه ، و يوجد في أحياء بلبشير و حفرة العباس و بادريان و حاسي القارة ، أما النوع الصغير الأصفر بني اللون ذو الملاقط الصفراء الطويلة فهو نوع خطير جدا و لكنه غير مهاجم يوجد في أحياء بلبشير و حفرة العباس و تاغيث و بساتين الاستصلاح الفلاحي ونخيل حي بادريان و بساتين حي تين بوزيد ، و حتى في وادي السبع و حاسي القارة ، أما النوع الأصفر ذو الملاقط العريضة فهو قليل جدا لأن مكانه يكتسحه النوعان الأول و الثاني ، و بعد هذا الاستعراض قد يقول البعض إذا حدث اللسع العقربي في البيت فما هي الإسعافات الأولية و ما جدوى الطرائق التقليدية ، و الجواب هو ضرورة العمل على نقل المصاب على جناح السرعة للمستشفى وإذا كان الشخص بعيدا عن المدينة فيحاول أن يمص بفمه مكان لدغة السم و الدم ثم يبصق عدة مرات إذا لم يكن في فمه جرح حتى لا يدخل السم عن طريق الفم ، ثم يعمد لربط العضو المصاب بقطعة قماش و من تم إدخال عود فيها ليعمل كالحنفية ، و يبدأ المصاب يربط و يطلق جريان الدم علما أن الربط القوي يؤدي إلى ضرر بالعضو و يواصل العملية لمدة دقائق ثم يفتح قليلا حتى يعود نشاط الدم و يعيد الربط مرة أخرى حتى يصل إلى المستشفى ، مع الإشارة أن الربط لا يصلح إلا للذراعين و الرجلين و لا يصلح لمكان آخر و الربط يكون بعيدا عن الجرح بحوالي 15 سم ، و ليس على الجرح و هناك آراء متضاربة حول فائدة الحجرة السوداء التي تمتص السم حيث يرى العارفون أنها مفيدة بشرط وضعها في الحليب وعصرها ثم وضعها على الجرح هذا بالنسبة للشخص البعيد عن المدينة ، أما استعمال شفرة الحلاقة لشرط مكان اللدغة فينصح بعدم اللجوء إليه لأنها تزيد من إدخال السم في الجسم خاصة في المناطق الحساسة كالرقبة و الظهر ، و على الجميع أن يدرك أن أهم شيء يفعله المصاب حيال التسمم العقربي هو السيطرة على النفس و عدم الصراخ و الجري لأن هذه الأفعال تزيد من انتشار السم ، كما أن الخوف و الرعب الشديد هو الذي يشل وسائل دفاع الجسم و يشل رد الفعل المفيد ، من جهة أخرى يؤكد الخبراء أن سم العقارب السامة جدا مثلما هم موجود في المنيعة لا ينفع معه لا الغاز و لا الجافيل و لا مبيد الحشرات لأنها مجرد مضيعة للوقت ، أما بشأن ما تقوم به مستشفياتنا في حالة التسمم العقربي فهو من توصيات وزارة الصحة ، و ليس علاجا خاصا بالعقارب المنتشرة بالمنيعة ، وحتى المصل المستعمل هو مصل عام و ليس مصلا خاصا بعقارب المنطقة .
04 ـ طرائق أخرى لتفادي اللسع العقربي
تبقى أفضل مقاومة للعقرب هو التحرك على محورين ؛ الأول بيئي و ذلك لأن الأعداد الهائلة من العقارب وجدت أوساطا ملائمة لها في الأغذية ، و المساكن و نقص الأعداء الطبيعيين فتوفر الغذاء كالتمور المرمية على الأرض و الخبز وغيرها أدى إلى انتشار الحشرات التي تتغذى عليها العقارب ، و كذلك وجود المساكن فالجريد و الكرناف و الليف كلها مساكن ممتازة لفراخ العقارب ، تضاف إليها الخردوات من علب معدنية و أكياس بلاستيكية وكرطون فالنظافة و الطهارة ليست فقط في اللباس ، بل هي أيضا في البيت المصقول بلا ثقوب تسكن فيه العقارب والنظافة في جمع القمامات و فضلات الأكل و حرق الجريد و البلاستيك وحرق العلب المعدنية و دفنها ، و لا يجب أن ننسى تربية القنافذ فهي العدو اللدود للعقرب و الحشرات الأخرى ، و قد شهدت أعداد القنفذ تناقصا ملحوظا نظرا للتسممات التي أصيب بها جراء الاستعمال المكثف لكل أنواع السموم ضد النمل و الحشرات الأخرى ، أما المحور الثاني فهو الإعلام لأنه لا يمكن مقاومة ومعالجة شيء لا نعرفه فالعقارب ليست وحدها المتسبب في الوفيات فهناك الأفاعي ، والحشرات و النباتات السامة و المواد الكيميائية التي تباع في كل مكان بدون معرفة اسمها أو تكوينها الكيميائي ، أو تأثيرها على صحة الإنسان و الحيوان و النبات ، كما أن العديد من الأطباء يجهلون الكثير عن الحيوانات السامة و كيفية معالجة تسمماتها الآنية و الآجلة .
0 تعليقات على " أنواع و أخطار و علآج العقارب "

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

جميع الحقوق محفوظة ل أبجديات فيلسوف