-->

الجمعة، 15 مايو 2020

السلام عليكم ورحمة الله
 بسم الله الرحمن الرحيم

زكاة الفطر...


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين وبعد .
لا ريب أن الله تعالى لا يأمر بشيء إلا لحكمة عظيمة علمها من علمها.. وجهلها من جهلها..

وأعظم هذه الحكم تحقيق العبودية لله تعالى والتقرب إليه بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه وزجر قال تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ)..

• فمن الواجبات المفروضة التي تجب في آخر هذا الشهر زكاة الفطر..و زكاة الفطر فرض على كل مسلم .. صغير أو كبير... ذكر أو أنثى ..حر أو عبد .. لما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر ..أو صاعا من شعير...على الذكر والأنثى .. والصغير والكبير.. والحر والعبد من المسلمين ...وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس للصلاة ) . (متفق على عليه)..

- واضع بين يديك أخي القارئ بعض الفوائد والمسائل في باب زكاة الفطر....

• الحكمة من مشروعية زكاة الفطر: أنها طهرة للصائم من اللغو والرفث .. وطعمة للمساكين .. وتعويدا لأفراد المجتمع على المشاركة والعطاء.

• مقدار زكاة الفطر الواجب فيه صاع عند كافة الفقهاء من هذه الأصناف ..وهو مذهب الأئمة الأربعه .. وهو منقول عن الصحابة وغيرهم .

- والواجب إخراجها من قوت البلد سواء كان تمرا أو شعيرا أو برا أو ذرة أو غير ذلك وفي أصح قولي العلماء ... لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشترط في ذلك نوعا معينا ولأنها مواساة ... وليس على المسلم أن يواسي من غير قوته .

مقدارها صاع نبوي (ويبلغ أربع حفنات بملىء اليد المتوسطة ) من قوت أهل البلد ..

• تعطى للفقراء والمساكين خاصة.. وهو قول المالكية و اختيار شيخي الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله .. وهو أولى وأوجه وذلك للنص لأنه صلى الله عليه وسلم فرضها (طعمة للمساكين )...

- عن ابن عباس رضي الله عنهما ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين ) صحيح الجامع .

ولأنها صدقة على البدن فليس فيها سعاة...ولاعلاقة لها بالغارمين ولابغير ذلك فالأولى أن يقتصر على الفقراء والمساكين .

وليست للأصناف الثمانية المذكورة في القرآن.. لما جاء في الحديث(وَطُعْمَةً لِلمَسَاكِين)..

ولذا قال العلماء: لا يجوز دفع زكاة الفطر إلا لمن يستحق الكفارة.. وهو من يأخذ لحاجته.

- قال ابن القيم رحمه الله تعالى ( وكان من هدْيه صلى الله عليه وسلم تخصيصُ المساكين بهذه الصدقة ولم يكن يقسمها على الأصناف الثمانية قبضةً قبضةً ولا فعله أحد من أصحابه ولا من بعدهم...) زاد المعاد .

• من تلزمه زكاة الفطر ..

- جمهور أهل العلم يخرجها عن نفسه ..وعن زوجته... وعن ولده... وعن والده إذا كان فقيرا تلزمه نفقته .

ويستحب إخراجها عن الجنين لفعل عثمان رضي الله عنه ولا تجب عليه لعدم الدليل على ذلك .

- يجوز أن يعطي الرجل الواحد زكاته (صاع) لمجموعة من الفقراء ويوزعه عليهم وكذلك يجوز أن يعطي المجموعة زكاتهم لرجل واحد فهذا جائز أيضا .

- ولا يجوز اخراجها قيمة على الراجح من أقوال أهل العلم.... وبه قال الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد ...واستدلوا بحديث عبد الله بن عمر في الصحيحين: ( فرض رسول الله زكاة الفطر صاعا من تمر ، أو صاعا من بر ، أو صاعا من شعير ) وفي رواية: ( أو صاعا من أقط ) على الصغير والكبير من المسلمين .

- و لو كانت القيمة يجوز إخراجها في زكاة الفطر لذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة .

و في حديث اخر ( أغنوهم في هذا اليوم ) وقالوا: غنى الفقراء في هذا اليوم يوم العيد يكون فيما يأكلون حتى لا يضطروا لسؤال الناس الطعام يوم العيد .

- قال مالك رحمه الله ( ولا يجزئ الرجل أن يعطي مكان الزكاة عرضا من العروض .. قال وليس كذلك أمر النبي عليه الصلاة والسلام.) المدونة 1/392).

- سئل سحنون رحمه الله ما الذي تؤدى منه زكاة الفطر في قول مالك ؟ .

قال: القمح والشعير والذرة والسلت والأرز والدخن والزبيب والتمر والأقط. قال: وقال مالك: لا أرى لأهل مصر أن يدفعوا إلا القمح لأن ذلك جل عيشهم، إلا أن يغلو سعرهم فيكون عيشهم الشعير فلا أرى بأسا أن يدفعوا شعيرا. قال مالك: وأما ما ندفع نحن بالمدينة فالتمر.

• وقت إخراجها لها وقت وفضيلة ووقت استحباب ..

أما وقت الفضيلة فقبل صلاة العيد .. وأما وقت الاستحباب فقبل العيد بيوم ويومين ومن أخرجها بعد صلاة العيد فانما هي صدقة من الصدقات وليست زكاة وصاحبها آثم فعليه التوبة والاستغفار مع اخراجها .

فقد كان ابن عمر رضي الله عنهما يعطيها الذين يقبلونها.. وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين ) أخرجه البخاري.

تنبيه ... ولا يشترط في وجوب زكاة الفطر صوم رمضان فمن ترك الصوم لعذر أو غير عذر وجبت عليه الفطرة لعموم الأدلة ومواساة الفقراء يوم العيد وهذا مذهب عامة الفقهاء.

اللهم تقبَّل صيامنا وقيامنا وزكاتنا.. واختم بالصالحات أعمالنا.

هذا ما جمع واختصر ....والله أعلم..

وصل اللهم وسلم على النبي محمد ..

أبو أسامة...
0 تعليقات على " زكاة الفطر "

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

جميع الحقوق محفوظة ل أبجديات فيلسوف