-->

السبت، 16 يناير 2021

السلام عليكم ورحمة الله 
بسم الله الرحمن الرحيم



واشتهرت النساء الدمشقيات بجمال طلعتهنَّ
وحسنِ هندامهنَّ، ورقيق لهجتهِنَّ
وهنَّ في الإجمال ربات بيوت، ومربيات أولاد
عُرفْن بصبرهنَّ وجرأتهن على الاغتراب
وإذا اغتربَت الدمشقية كوَّنت لها بيئةً خاصة
كأن تؤلِّف من بنات بلدها مجتمعًا
وتطبَع البيت الذي تدخله بطابعها
من النظافة، وحسن الإدارة، والاقتصاد على الأكثر
ومنهنَّ أوانس وعقائل رحلْن إلى القاصية
وما نزلْنَ عن أصالتهنَّ بعد طويل الاغتراب
ولا نسينَ أهلهنَّ وديارهنَّ
ويزداد عطف الدمشقيِّ على الدمشقي والدمشقية على الدمشقية
كلما تناءت الديار التي صاروا إليها.
وإنَّ الزيَّ الذي تتزيَّا به المرأة الدمشقية
ليَسري إلى نساء القُطر على أسرع وجه
ويَحظى بالقبول عندهنَّ بدون مناقشة
وذلك لأن الدمشقيات كن يسارعْنَ
إلى النقل عن المرأة التركية، وأمسَين يُقلِّدن المرأة المصرية
ويأخذن عن المرأة الغربية مباشرة
فيُخرجْنَ الزيَّ الجديد كأنه من اختراعهنَّ وبنات أفكارهن
وما تخترعه دمشق في هذا المعنى
تُقبل عليه النفوس كما يُقبِل الغرباء على التزوج من الدمشقيات لصفات فيهنَّ قد لا توجد في غيرهن.
من كتاب "تاريخ دمشق" لابن عساكر بتصرّف.
#أبجديات
0 تعليقات على " الدمشقيات في أسطر "

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

جميع الحقوق محفوظة ل أبجديات فيلسوف